أسرار وخفايا ثورة الغضب كما يرويها أبطال ميدان التحرير

آخر تحديث للموضوع يوم السبت 19 فبراير 2011 

أسرار وخفايا ثورة شباب مصر 25 يناير 2011 كما يرويها أبطال ميدانالتحرير اسرار و خفايا من قلب الحدث

بعد 18 يوما من «الاحتجاج السلمى» سقط خلاله أكثر من 300 شهيد وأصيب فيه الآلاف واعتقل خلاله العشرات، تحققت أحلام شباب مصر، بانتصار ثورة 25 يناير وإعلان الرئيس السابق حسنى مبارك تنحيه عن منصبه فى 11 فبراير.

هؤلاء الشباب خاضوا بصدورهم المفتوحة معركة شرسة، كان سلاحهم الوحيد فيها هو تلاحمهم مع الشعب المصرى الذى لبى النداء وانتفض مطالبا بحقه فى الحرية والعدالة.. 

شباب ائتلاف ثورة الغضب جمعهم حب مصر ودفعهم لإقصاء اختلافاتهم الأيديولوجية جانبا، أملا فى تحقيق هدفهم بإسقاط النظام، الذى حققوه بالفعل، رغم كل محاولات إجهاض حلمهم باستخدام العنف الأمنى ضدهم، وبقطع وسائل الاتصال، وبإطلاق الشائعات الكاذبة ضدهم، ثم هجوم البلطجية وأرباب السجون عليهم بالأحصنة والجمال وهم مسلحون بالسيوف والكرابيج وسط ميدان التحرير.

«الشروق» التقت عددًا من رموز هذا الائتلاف واستمعت إلى أسرارهم وحكاياتهم عن استعدادهم لهذه الثورة وكيف خاضوها وما هى تصوراتهم لمستقبلها وترجمة شعاراتها إلى واقع فعلى فى مصر. 

أسرار وخفايا ثورة شباب يناير

صورة ميدان التحرير ممتلئ بالحشود الغفيرة 

نأتي مع آراء الشباب ثوار التحرير 

( 1 )
زياد العليمى : خدعنا الأمن بتحديد «مناطق وهمية» لانطلاق المظاهرات 



ريهام سعود
بعد غروب الشمس بدقائق وبالتزامن مع استعداد مئات الآلاف من المعتصمين لمبيت ليلتهم الـ12 على التوالى على أرض التحرير، جلس زياد العليمى على الرصيف المقابل لمجمع التحرير يروى قصة إعداده وزملاؤه بائتلاف شباب ثورة الغضب للفاعليات الاحتجاجية التى انطلقت فى 25 يناير الماضى وتحولت لـ«ثورة غير متوقعة» على حد تعبيره. 

كانت بداية تفكيرهم فى الإعداد لهذه المسيرات الاحتجاجية، المطالبة بتنحى الرئيس حسنى مبارك عن الحكم وإقالة وزير الداخلية حبيب العادلى وتشكيل حكومة جديدة وإلغاء قانون الطوارئ، بعد نشر «جروب» كلنا خالد سعيد على موقع «الفيس بوك» دعوات للاحتجاج فى 25 يناير وهو نفس يوم احتفال ضباط الشرطة بعيدهم.

«اجتمع نشطاء عدد من الحركات الشبابية، قبل 25 يناير بأسبوعين، للاتفاق على أماكن انطلاق المسيرات الاحتجاجية»، يقول العليمى، الناشط بحملة دعم البرادعى ومطالب التغيير، إحدى المجموعات الشبابية المنظمة لانتفاضة 25 يناير.

«احتشد آلاف المتظاهرين المقيمين بناهيا وبولاق والعباسية فى الدقائق الأولى لانطلاق المسيرات بعد أن وزعنا عليهم منشورات تدعوهم للاحتجاج يومى 23 و24 يناير، أى قبل الانتفاضة بيومين، فضلا عن الخطب الحماسية التى ألقاها عليهم عدد من نشطائنا يوم 25 يناير نفسه»، يفسر العليمى أسباب مشاركة الآلاف فى المسيرات.

وتحسبا لأى محاولات أمنية لإجهاض مسيراتهم من المنبع، حرص نشطاء الائتلاف، فى جلسات الإعداد التى سبقت يوم 25، على عدم الإعلان عن أماكن انطلاقها الفعلية. «أعلنا على الفيس بوك ولوسائل الإعلام أماكن تقع على خطوط سير المسيرات بحيث تكون حشود كبيرة شاركت فى النقاط الأساسية غير المعلن عنها فيصعب على الأمن تطويقها وتفريقها وخطتنا نجحت فعلا»، يقول العليمى، البالغ من العمر 30 عاما، بحماس.

وأضاف: «خرج 3000 متظاهر من ناهيا انضموا لألفين آخرين بميت عقبة واتجهوا جميعا إلى مسجد مصطفى محمود، وهو المكان المعلن عنه على الفيس بوك، فأصبح من الصعب على الأمن تفريقهم، فانطلقوا إلى التحرير عبر طريق الحرية وهو شارع البطل أحمد عبدالعزيز».

ولم تكن تلك هى المسيرات الوحيدة التى انطلقت فى 25 يناير، فقد انطلقت مظاهرة «عفوية» فى باب الخلق لم يرتب لها نشطاء الائتلاف، «لم نوزع أى منشورات على سكان باب الخلق الذين انتفضوا تضامنا مع مطالبنا إلا أن الأمن فرقهم بالقوة مما دفعهم للذهاب فرادى لميدان التحرير»، يقول العليمى.

حالة التجانس والتوافق التى جمعت الحركات المشاركة فى الائتلاف، وهى حركتا «شباب من أجل العدالة والحرية» و«شباب 6 إبريل» وحملة دعم البرادعى ومطالب التغيير وشباب جماعة الإخوان المسلمين وشباب حزب الجبهة الديمقراطية، الذين نظموا فاعليات مشتركة فى وقت سابق، دفعتهم لتشكيل ائتلاف شبابى لتنظيم احتجاجات 25 يناير. 

«شارك شباب الإخوان يوم 25 بشكل فردى، إلا أنهم حضروا معنا الاجتماع التنسيقى فى 27 يناير، وهو اليوم السابق لجمعة الشهداء»، يوضح العليمى. مضيفا «أعلنوا عن مشاركة أعداد كبيرة منهم فى جمعة الشهداء فاتفقنا على أماكن جديدة للمظاهرات منها الجيزة وإمبابة والطالبية وأصبحت كل مجموعة مسئولة عن خط سير محدد».

ويرى العليمى أنهم المجموعة الوحيدة التى تعمل وفقا لإطار محدد يأخذ شكل ائتلاف يحرص أعضاؤه على الاجتماع يوميا لمتابعة سير اعتصام التحرير، الذى بدأ فى 28 يناير، ولاتخاذ ما يرونه من تدابير لحماية مكتسبات الثورة، وللتمهيد للدخول فى التفاوض. إلا أنه أكد، فى الوقت نفسه، استعداده هو وزملاءه المشاركين فى الائتلاف للتنسيق مع المجموعات الأخرى لتشكيل جبهة مشتركة تبحث تحديد مطالبهم بعد تنحى مبارك وجدول زمنى لضمان تنفيذها حماية لمكتسبات ثورتهم.

«مستعدون للتنسيق مع أى جهة تسعى لاستقرار الوطن، ونبحث مع جبهة دعم مطالب الثورة الخطوات المقرر اتخاذها وشروط التفاوض»، يؤكد العليمى.

وعلى الرغم من أنهم لم يتوقعوا أن تنجح انتفاضتهم فى الإطاحة بالرئيس عقب 18 يوما من الاحتجاج المتواصل، إلا أن نشطاء 25 يناير حرصوا على وضع 
سيناريوهات لمصر بعد مبارك
 . 






آراء شباب الثورة - خفايا واسرار نجاح ثورة الغضب في مصر ثورة ثوار التحرير 
( 2 )

شادى الغزالى حرب : لم نتوقع مشاركة الحشود المليونية 



أسفل لافتة ضخمة تحمل عبارة «إحنا مش خايفين»، علقها المحتجون بشارع مجلس الشعب على بوابته الثانية منذ اليوم الأول لاعتصامهم الذى بدأ الثلاثاء الماضى، التقت «الشروق» بأحد ممثلى شباب حزب الجبهة الديمقراطية بائتلاف شباب ثورة الغضب شادى الغزالى حرب.

لم يعلم شباب الائتلاف، أثناء اجتماعهم التنسيقى قبل 25 يناير بأسبوعين، أن فيضان ثورتهم سيمتد ليحاصر قصر العروبة ومبنى الإذاعة والتليفزيون ليجبر الرئيس السابق حسنى مبارك على إعلان تنحيه عن الحكم.
ووسط هتافات عشرات الآلاف من المعتصمين بشارع المجلس، المطالبين بإسقاط الرئيس، روى حرب قصة استعدادهم لاحتجاجات 25 يناير، قائلا «نشرت مجموعة «كلنا خالد سعيد» على موقع الفيس بوك دعوات للتنديد بتجاوزات ضباط الشرطة فى عيدهم، مما دفع عددا من النشطاء للجلوس سويا للاتفاق على الفاعليات المقرر تنظيمها فى هذا اليوم».

«إلا أن نجاح أبطال تونس فى الإطاحة برئيسهم بعد 29 يوما من الاحتجاج المتواصل ألهمنا الارتفاع بسقف مطالبنا لنطالب منذ اللحظة الأولى لانطلاق مسيراتنا بإسقاط مبارك وهو ما حدث بالفعل»، يضيف حرب.
حرص حرب ورفاقه بالائتلاف على اختيار المناطق الأكثر شعبية لتنطلق منها مسيراتهم، فتجاربهم السابقة أثبتت عدم جدوى الاحتجاج فى منطقة وسط القاهرة حيث لا يتجاوز عدد المشاركين بضع مئات وهو ما لا يشكل ضغطا حقيقا، بحسب ما رأوه.

«بعدها ممكن نزحف لوسط البلد بأعداد كبيرة من المحتجين الغاضبين من تردى أوضاعهم المعيشية وساعتها النظام ممكن يسمع مطالبنا»، يضيف حرب.

«تفسيرى لما حدث أن حالة الاحتقان التى عاشها ملايين المصريين طوال 30 عاما من الحكم القمعى المستبد دفعتهم للخروج فالمصريون عرفوا طريقهم للشارع»، يوضح حرب، مضيفا «لم تكن شعاراتنا حزبية بل عبرت عن معاناتهم ومطالبهم فى العدالة والحرية والعدالة الاجتماعية».

«رهاننا الأساسى كان على شعب مصر الذى انتفض معنا مطالبا بحقه فى الحرية والعدالة»، يقول حرب نافيا الرهان على أمريكا .
 







سر نجاح ثورة شعب مصر العظيم احد ابرز و اهم اسرار الثورة هو تلاحم الشعب المصري وازالة الخلافات الطائفية الغير موجودة اصلا الا بوجود النظام الذي اشعل فتيل الفتنة العقائدية داخل الشعب المصري وفجر الكنائس بغرض زيادة الفجوة بين الملسمين والاقباط داخل مصر

( 3 ) 
معاذ عبدالكريم: (الشيوعى زى الإخوانى فى ائتلاف شباب الثورة)


فى رحلة البحث، داخل ميدان التحرير، عن أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة، ممثلا عن جماعة الإخوان المسلمين، ووسط زحام مئات الآلاف من المتظاهرين، أشار أحد المتظاهرين إلى خيمة معلق فوقها أطول علم لمصر، حيث يوجد الشاب الإخوانى معاذ عبدالكريم. وكان حرصى على لقاء معاذ لأن تشكيل ائتلاف شباب الثورة قائم على أساس اختيار فردين من كل تيار، مفوضين للتحدث باسمه، ومنها حزب الجبهة الديمقراطية، وحملة دعم البرادعى ومطالب التغيير، وشباب جماعة الإخوان المسلمين وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، وحركة شباب 6 إبريل. 

وأثناء البحث عن مكان هادئ للحوار على أحد الأرصفة المقابلة لمسجد عمر مكرم، عرفنى معاذ بنفسه قائلا: «أنا صيدلى، مش عاوز أقول إنى من الإخوان المسلمين، ونحن كائتلاف متفقين فى أفكارنا، وفى هذا الائتلاف الشيوعى زى الإخوانى».

كانت السعادة والابتسامة الممتزجة بالفخر واضحة على وجه معاذ وهو يتحدث عن ثورة شباب، التى اندلعت فى 25 يناير، قائلا «بدأنا نتكلم مع بعض عن معانى الاعتراض وكيفية تطويره وخطة سير المظاهرة لتكون يوما غير تقليدى، وبدأنا كمجموعة ائتلافية نخطط لكيفية التحرك، وتنظيم خطوط السير، وكنا نراعى السرية التامة، حتى لا يفشل المخطط».

ليلة 25 يناير جلست مجموعة من المسئولين عن مظاهرات منطقة جامعة الدول العربية فى أحد مقاهى شارع جامعة الدول. «فضلنا سهرانين لغاية 7 صباحا، نرصد التحركات والمكان، وتركنا زميلا لنا حتى يرصد الموقف لآخر لحظة، وقامت 15 فتاة بكتابة اللافتات، حيث كان لديهن إحساس بالثورة بدرى شوية أكتر مننا».

كانت السرية التامة أهم شىء حرص عليه النشطاء، ولم يعلنوا عن الأماكن إلا لقليل منهم، لضمان السرية. «كنا نجتمع فى مقراتنا وشققنا، وكانت تلك الأماكن مرصودة من قبل الأمن وفيها بث مباشر، فكنا نتفق على الأماكن ونعلن عنها فى الاجتماع، وفى نفس الوقت كنا نكتب الأماكن الصحيحة المتفق عليها على ورق ونتداولها بيننا، ولضمان السرية لم نكن نحمل الموبايلات أثناء الاجتماع».

مع البرودة بميدان التحرير، كان كل متظاهر يحمل بطانية، ووضع معاذ يديه فى جيوبه، واستطرد فى الحديث عن مظاهرة 25 يناير: «المظاهرة الأساسية بدأت بمنطقة شعبية من ناهيا، حتى يكون قوام المظاهرة كبيرا، ونستطيع دخول ميدان التحرير والتغلب على الأمن المركزى».

ومن مسجد «الحيث» بناهيا، بدأ الهتاف وكان عدد المتظاهرين يتراوح ما بين 400 إلى 500 فرد، كان دورهم ليس مجرد الهتاف بل الكلام مع الناس وتشجيعهم على المشاركة فى المظاهرة.

بدا على معاذ الفخر الشديد بالفتيات اللاتى شاركن بالمظاهرة، «كان معانا بنات كتير ومش خايفين يتعرضوا للضرب والأذى، وكانت شجاعتهم مثيرة للأولاد، ولعبوا دورا فى تشجيع عدد كبير من المتظاهرين للمشاركة».

وسيلتان استخدمهما المتظاهرون للتغلب على نقاط القوة للأمن المركزى، «الجرى بسرعة واختراق الكردون بقوة، حتى يمكننا التغلب على قوات الأمن المركزى، وفعلا قدرنا نكسر كردون الشرطة فى شارع جامعة الدول، أكبر مراكز القوة للأمن المركزى، ورفعت الروح المعنوية للمتظاهرين، كانت الشرطة ماشية وراءنا، مش قدام المتظاهرين».

يروى معاذ موقفا يؤكد أن انتفاضة 25 يناير، التى بدأت بمناطق شعبية وطبقات فقيرة، التى تعانى من مشاكل، إلا أن الطبقة المتوسطة والمثقفة شاركت فيها أيضا، «من أروع المواقف، واحنا على الكوبرى وأغلب المتظاهرين لابسين جلاليب، شخص راكب سيارة بى إم، قالنا لو أعرف أركن العربية كنت نزلت وشاركت معاكم، انتظرونى».

معاذ، ليس لديه مشكلة فى مشاركة تيارات أخرى فى الائتلاف، لكن ليس فى تلك الفترة، لأن هناك هيئة تأسيسية بالفعل، ومن الصعب إضافة أى أعضاء لها فى الفترة الحالية، التى لا تحتمل أى اختلاف أيديولوجى، حتى تظهر ملامح لتلك الفترة والوصول لحل حقيقى، ويكمل: «بعد تلك المرحلة ممكن ندعو لجمعية عمومية وانتخابات لكن الحركات التى ستنضم للائتلاف التى لها صوت وجماهيرية فى الشارع.





شعارات المظاهرات في بدايتها " احنا مش خايفين " و " احنا كرهنا الصوت الواطي "


( 4 )

احمد ماهـر: خططـنا لإقالة العادلى فأجبرنا الرئيس على التنحى


أسفل أحد أعمدة الإنارة بميدان التحرير وبالقرب من إحدى الخيام البلاستيكية التى احتمى بداخلها معتصمو التحرير فى ليلة شديدة البرودة، التقت «الشروق» بمنسق حركة «شباب 6 إبريل»، إحدى المجموعات المنظمة لثورة 25 يناير، أحمد ماهر، ليحكى لنا كيف فكر هؤلاء الشباب فى الثورة، وهل كانوا يخططون لها فعلا؟
 يقول ماهر إن «نجاح الثوار التوانسة فى الإطاحة برئيسهم زين العابدين بن على من سدة الحكم دفع النشطاء الشباب، المنتمون لتيارات سياسية مختلفة، للتفكير جديا فى الإعداد لاحتجاجات منظمة فى 25 يناير، بدلا من الفاعليات الساخرة التى كانوا ينوون تنظيمها «للتهكم من ممارسات رجال وزارة الداخلية فى عيدهم»، كما يقول ماهر.

«ثورة الياسمين دفعتنا للتفكير فى الاحتجاج ضد الفساد والفقر والبطالة بدلا من السخرية من الضباط خاصة أن الظلم تجاوز كل الحدود»، يوضح ماهر، الذى يبلغ من العمر 30 عاما.

حاول نشطاء ائتلاف شباب ثورة الغضب، التى تعتبر «6 إبريل» شريكا رئيسيا به، اختيار أماكن جديدة للتظاهر بعيدة عن مربع منطقة وسط القاهرة «المرصود أمنيا»، بحسب تعبير ماهر، الذى كشف عن تخطيطهم للخروج بمسيرات فى مناطق شعبية وفقيرة لحشد أكبر عدد ممكن من المحتجين.

اضطر ماهر للتوقف قليلا عن شرح خطة تنظيمهم لـ 25 يناير، ليحصل على ثمرة برتقال يوزعها عدد من الأطفال على المعتصمين فى الميدان، ثم استأنف حديثه قائلا: «حرصنا على الحفاظ على سرية المناطق المقرر انطلاق المظاهرات منها خوفا من إجهاضها من قبل أجهزة الأمن التى فوجئت بالحشود الضخمة فأصبح من الصعب السيطرة عليها».

لم يكن رحيل الرئيس مطلبا يسعى ائتلاف شباب ثورة الغضب لتحقيقه أثناء استعدادهم ليوم 25، بحسب ماهر، الذى قال «كنا نسعى لإقالة وزير الداخلية من منصبه وتنفيذ أحكام القضاء بصرف 1200 جنيه كحد أدنى للأجور».

ويعتبر نشطاء الائتلاف أنفسهم الدينامو المحرك لاحتجاجات 25 يناير، «المجموعات المشاركة فى الائتلاف متجانسة إلى حد كبير، وهى التى دعت لتنظيم الاحتجاجات، فى 25 يناير وجمعة الغضب يوم 28 والمظاهرات المليونية يوم الثلاثاء وجمعة الرحيل، على موقع الفيس بوك وحركتها ميدانيا»، يوضح ماهر.

وعلى الرغم من عدم تنسيقهم مع المجموعات الأخرى قبل 25 يناير، إلا أن ماهر شدد على ضرورة التنسيق لوضع سيناريوهات لمصر بعد تنحى مبارك عن منصبه، الجمعة الماضى.

«اقترح تشكيل وفد من الشباب وأعضاء جبهة دعم مطالب الثورة للتفاوض مع قيادات الجيش والتأكيد على ضرورة نقل السلطة للمدنيين»، يقول ماهر.

توزيع عدد من النشطاء للأغطية وبعض المواد الغذائية على عشرات الآلاف من المعتصمين الذين استعدوا لقضاء ليلتهم الـ12 فى الميدان، دفعنى للتساؤل عن مصدر تمويل الاعتصام، فقال ماهر ساخرا «أكيد مش بنوزع على المعتصمين كنتاكى». موضحا أنهم يجمعون مبالغ مالية صغيرة من بعضهم يوميا لشراء الأطعمة لبعض المعتصمين، فضلا عن التبرعات التى يقدمها رجال الأعمال الوطنيين».

وعن خطة عملهم اليومية لإدارة الاعتصام، قال «هناك اجتماع يومى للجنة العشرة التى شكلها الائتلاف نبحث فيه آليات تصعيد احتجاجاتنا ونعلم المعتصمين بقراراتنا عبر إذاعة شباب الثورة ونشطائنا المنتشرين بينهم فى الميدان».

وقبل إعلان مبارك قرار تنحيه، عكف نشطاء الائتلاف على وضع خطة لتصعيد احتجاجاتهم «لاحتلال» ميادين أخرى غير التحرير للاعتصام فيها ودعوة الجماهير للعصيان المدنى والدخول فى إضراب عام.

«تواصلنا مع العديد من القطاعات العمالية، التى احتجت فى وقت سابق، لحثها على الانضمام للاعتصام فى مواقع عملها، لسنا أوصياء عليهم لكن كنا نرغب فى ممارسة المزيد من الضغط»، يقول ماهر.

ولم يكتف نشطاء الائتلاف بوضع خطط التصعيد فى حالة استمرار مبارك، بل حرصوا على وضع سيناريوهات لما بعد رحيله، بحسب ماهر الذى أوضح «نطالب بتشكيل مجلس رئاسى مؤقت يضم مدنيين وعسكريين، وحكومة إنقاذ وطنية تضم جميع التيارات لتسيير أمور البلاد خلال فترة انتقالية، وإنشاء جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين». 




ثورة تونس الهمت الشعب المصري واعطت قوة زخم وتصوير الانظمة العربية بالهشة 

( 5 ) 

خالد عبدالحميد: «ثورة الياسمين» ألهمتنا إسقاط مبارك 



وسط انشغاله بالتحضير للمليونية الرابعة، متوقعا أنها آخر مليونية وبعدها سيرحل مبارك عن الحكم.. كان من الطبيعى أن تجىء كلمات خالد عبدالحميد، أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة، ممثلا لحركة شباب العدالة والحرية مقتضبة، كل بضع دقائق تنهال عليه الاتصالات لدرجة أنه أكمل الحوار بالكاد، العرق يتصبب على جبينه من شدة الإرهاق والتعب، ولكن دون أن يشعر به، لأن التفاؤل بنجاح الثورة كان يسيطر على كيانه كله.

ثورة الياسمين التونسية كانت الزهرة التى استمد منها شباب ثورة يناير فى مصر رائحة الأمل فى إسقاط نظام مبارك، كما روى خالد. 

أما «المناطق الشعبية»، فكانت كلمة السر فى الاحتجاجات التى انطلقت منها الثورة. «حاولنا أن نختار أماكن شعبية لنبدأ بها المظاهرات، كما حدث فى ناهيا وهى منطقة شعبية خرج منها الآلاف لشارع جامعة الدول العربية».

وسرعان ما تبدلت ملامح خالد، التى تبدو عليها الصلابة إلى ابتسامة، لأن الأماكن التى انطلقت منها مظاهرات 25 يناير التى حددها ائتلاف شباب الثورة، لم تقتصر على الأماكن المحددة، بل خرجت من مناطق أخرى. «فوجئنا بخروج مسيرات من مناطق مثل مدينة نصر، ومن حدائق القبة دون أن نتوقعها».

ويقول خالد إن المتظاهرين المصريين أذهلوا العالم، بتصرفاتهم التلقائية والمنظمة والحضارية، دون أى جلسات اتفاق معهم، فكل اللى موجود فى الميدان من أكل وبطاطين وأدوية، كلها جهود ذاتية من المعتصمين من داخل الميدان، وخارجه، وكان العمل منظما لتوفير احتياجات الميدان، فهناك ناس مسئولة عن تحضير ثلاث وجبات للمعتصمين، وآخرون مسئولون عن الجرحى والمصابين والمستشفيات التى تشكلت بمجهودات شعبية».

«وزارة الإعلام» الخاصة بدولة ميدان التحرير، لعبت دورا مهما فى رفع الروح المعنوية للمعتصمين بالميدان، وكانت دورها مهما فى ثورة الحرية. «كانت الميكروفونات والفيس بوك والرسائل النصية، كانت وسائلنا فى التعامل مع المعتصمين، وساعدت على إيجاد روح بيننا وبين المتظاهرين».

ثورة 25 يناير التى خرج الملايين للدفاع عنها ونجحت، كان أساسها ائتلاف شباب الثورة، الذى جاء اختيار أعضائه «توافقيا».


شريط الموقع
التقويم
«  مايو 2024  »
إثثأرخجسأح
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031
لا تنسوا هذا الفدي
تفاصيل الوقفه القادمه
تم تعليق الوقفات لاعطاء الرئس مهله 
جديد الموقع 
اعرف رئيسك